نُبذة تعريفية عن المجاهد الراحل بوزراع * احسن[1]
ولد المجاهد أحسن بوزراع في 10 سبتمبر 1923 ببلدية أولاد يحي، دائرة الميلية، ولاية جيجل. ونظرا للظروف المعيشية الصعبة، تحت وطأة الاستعمار الفرنسي البغيض، لم يتحصل على فرصة الدراسة، بل خاض عالم الشغل وهو طفل صغير إلى جانب والده، في الفلاحة الجبلية. ولما صار شابا جند مرغما من طرف جيش الاستعمار للخدمة العسكرية، وذلك في سنة 1946 بقالمة أين قضى سنتين.
تزوج
في سنة 1949، وعمل بمنجم الحديد بالونزة، ثم بعدها هاجر إلى فرنسا طلبا للشغل
لتحسين ظروف معيشة أهله. غير أنه عاد إلى أرض الوطن في سنة 1952.
اشتغل
مع ابن عمه عبد المجيد (شهيد) في ميدان الفلاحة، بقطعة أرضية اشتراها أبويهما
ببلدية حمالة، ولاية ميلة. في هذه الأثناء، لم يكن منخرطا في أي حزب سياسي لكنه
كان كله حماسا، لأي عمل ثوري لتحرير وطنه من الاستعمار الغاشم. وما أن بدت علامات الثورة
المظفرة تبدو حتى هب لمساندتها. ففي شهر جويلية 1955 ألقي عليه القبض، من طرف الجيش
الفرنسي، متهما إياه بتقديم الدعم للمجاهدين وسجن بميلة لمدة شهرين، ثم نقل إلى
سجن الكدية بقسنطينة.
بعد
فرار الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد ورفاقه من نفس السجن، حكم على المجاهد أحسن
بوزراع بالنفي إلى معتقل الجرف بولاية المسيلة في نهاية شهر ديسمبر 1955. وهنا كان
له اللقاء مع قائده المستقبلي الشهيد البطل حيحي المكي .
وفي
ليلة 24 جانفي 1956 وما صاحبها من برودة شديدة، حيث كانت الثلوج تكسوا أعالي
الجبال المجاورة، تمكن سي أحسن (اسمه الثوري) من الفرار، برفقة مجموعة من السجناء
الجزائريين. لحقت بهم القوات العسكرية الفرنسية، حيث ألقت القبض على البعض منهم. أما سي أحسن ومجموعة من
رفاقه، فقد تمكنوا من الالتحاق بإخوانهم المجاهدين في ناحية أولاد حناش وأولاد
تبان، بالمنطقة الأولى (قبل أن تصبح ولاية)، وجند في جيش التحرير الوطني في بداية
شهر فيفري 1956 بالناحية 3 ، المنطقة 1 ، الولاية 1.
بدأ
سي أحسن مشواره الجهادي، كجندي في جيش التحرير الوطني، غير أنه سرعان ما تقلد
المسؤوليات وخاض المعارك الطاحنة، مع إخوانه المجاهدين ضد العدو الغاشم. بعد أن
كان مسؤولا عسكريا عن القسمة 2 بالناحية 3 ، المنطقة 1 ، الولاية 1 في البداية،
عين كقائد للكتيبة 2 بالناحية 3، منطقة 1 ، الولاية 1، من نهاية سنة 1957 إلى
بداية سنة 1959. نصب كقائد الفيلق للناحية 3 ، منطقة 1، الولاية 1 من 1959 إلى
1961.
أما
من سنة 1961 إلى غاية الاستقلال، فقد عين قائدا للناحية 3 (سطيف)، المنطقة 1،
الولاية 1. بالنسبة للمعارك، الهجمات، الاشتباكات والكمائن التي خاضها مع إخوانه
المجاهدين ضد العدو، فهي كثيرة نذكر على سبيل المثال لا الحصر: معركة جبل المواسة
قي ديسمبر 1957. معركة باثمان بأولاد حناش في 23 مارس 1958. معركة أطفى حامة
بوطالب 27 ماي 1958، معركة غيلاسة 8 أوت 1958.
بعد
استقلال الجزائر بفضل الله تعالى وتضحيات الشهداء الأبرار والمجاهدين الأشاوس والشعب
الجزائري الأبي، استمر سي أحسن في خدمة وطنه في صفوف الجيش الوطني الشعبي كضابط. تقلد خلالها عدة مسؤوليات
كان آخرها قائدا للقطاع العسكري بأدرار، قبل أن يحال على التقاعد في سنة 1970.
في
حياته المدنية واصل نضاله، بكل نشاط في صفوف جبهة التحرير الوطني ومنظمة المجاهدين.
أنتخب نائبا بالمجلس الشعبي الولائي بسطيف في السبعينيات. كما كان نشاطه حثيثا في
الجمعيات الخيرية.
أصيب
بمرض في شهر جويلية 1999، وظل يعاني خاصة مما أصابه أيام الثورة إلى أن التحق
بالرفيق الأعلى يوم 16 ديسمبر 2011 برأس الوادي، أين وري الثرى بمقبرة أحمد عاشور،
ليلتحق بمن سبقوه من الشهداء والمجاهدين ومنهم شقيقه الشهيد صالح بوزراع الذي استشهد
في سنة 1961 بالولاية 2.
تحرير: رستم سلطان
© منقول للأمانة من
صفحة فايسبوك بعنوان "متحف صور مجاهدي، وشهداء الثورة التحريرية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق