الذكرى الـ 68 لعيد الطالب 19ماي 2024/1956

 الذكرى الـ 68 لعيد الطالب 19ماي 2024/1956 تحت شعار: "تلبية النداء ومسيرة البناء"



هذا التاريخ الذي شكّل منعرجا تاريخيا في مسار الثورة الجزائرية، شهد انتفاضة الطلبة في كافة ربوع الوطن لاسترجاع السيادة الوطنية والأخذ بزمام المبادرة وتقرير مصيرهم بأيديهم، وهو شاهد على عمق وعي الطلبة خلال وقت كانت الجزائر في أمسِ الحاجة فيه لهم.

انتفض الطلبة من خلال الإضراب العام في 19 ماي 1956، وهذا بعد اغتيال، إعدام وظلم عديد الطلبة، ونذكر منهم الشهيد زدور بن القاسم.. ووحدة الطلبة خلال هذا الإضراب أثارت إعجاب ودهشة الأوساط الثقافية في العالم، وبرهن أيضا على تضامن الطالب الجزائري مع شعبه الذي كان يقاسي ظلم الاستعمار، كما أبرز جاهزية الطالب الجزائري لدخول ميدان الكفاح.

وكان لنجاح هذا الإضراب أثرا عظيما في قلب موازين الكفاح، بحيث استفادت الثورة من الكفاءات والمهارات العلمية التي حملها الطلبة معهم بعد التحاقهم بها كونهم يتمتعون بدرجة وعي عالية وعلى دراية كاملة بمدى شرعية مطالب ثورة أول نوفمبر 1954.

منقول للأمانة:  الموقع الإلكتروني المعهد العالي للعلوم 

اليوم الوطني للطالب 19 ماي 1956 -19 ماي 2024: "تلبية النداء ومسيرة البناء"

يعتبر يوم 19 ماي من كل سنة يوم الطالب الجزائري، أو عيد الطالب المصادف للإضراب العام للطلبة في 19 ماي 1956

إن ظهور هذا التنظيم الطلابي ليس وليد العدم بل إن أصوله وجذوره تعود الى العشرينات من القرن السابق، وذلك بفضل جهود الطلبة الأوائل الذين ترعرعوا في أحضان الحركة الوطنية وتشبعوا بأفكارها وآمنوا بمبادئها. فرغم الضغوط التي كان يفرزها الواقع الاستعماري، لم يمنع الطالب الجزائري، من التفكير والتطلع لتغيير وضعيته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، ومحاولة فرض وجوده من خلال تأسيس جمعيات وتنظيمات تمكنه من إظهار إمكانياته وطاقاته وإيصال طموحاته ورؤاه المستقبلية. إن التطورات السياسية والعسكرية التي كانت تمر بها الجزائر والوضعية المزرية التي كان يعيشها الطالب الجزائري، كانت وراء التفكير في إيجاد تنظيم يدافع من خلاله الطلبة عن مصالحهم المادية والمعنوية أينما كانوا. فكان ميلاد الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في الرابع من شهر جويلية 1955، أي بعد مرور تسعة أشهر على اندلاع الثورة التحريرية.

ـــــــــــــــــــ((الـــرواد المؤسسين))ــــــــــــــــــــ

ومن الرواد المؤسسين نذكر الطالب: عبد السلام بلعيد، أحمد طالب الإبراهيمي، محمد بن يحيى، عيسى مسعودي، محمد منور مروش، عبد الحميد مهري، ومن الطلبة الشهداء: طالب عبد الرحمان، بن زرجب، ابن بعطوش، عمارة لونيس محمد

ـــــــــــــــــ ((أهــــداف الاتحاد)) ـــــــــــــــــــ

تمثلت أهداف تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في النقاط التالية: 

1.     الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية لمجموع الطلاب الجزائريين أينما كانو. 

2.     توحيد الاتجاه الطلابي في حركة طلابية واحدة. 

3.     ربط مصير المثقف الجزائري بمصير شعبه المكافح بحيث تزول جميع الفوارق التي هيأتها التقاليد الجامعية الفرنسية.

4.     ضرورة تحمل الطالب الجزائري لمسؤولياته التاريخية والحضارية تجاه نضال شعبه ودحض الدعاية الفرنسية القائلة بأن الثورة الجزائرية ما هي إلا عمل زمرة من اللصوص وقطاع الطرق، أو أنها من إيحاء خارجي لزعزعة الاستقرار الفرنسي في شمال إفريقية. 

ــــــــــــ ((الـــدور النضالي للاتحــاد)) ـــــــــــــــ

باشر الاتحاد نشاطه السياسي والنضالي في شهر مارس 1956، بعقد مؤتمره الثاني في مدينة باريس. وفي هذا المؤتمر اتخذ المؤتمرون جملة من القرارات كان أهمها؛ الموقف الجلي من الثورة التحريرية ونضال الجزائريين. إذ طالبوا باستقلال الجزائر غير المشروط، وطلبوا من الحكومة الفرنسية أن تفتح باب المفاوضات مع جبهة التحرير الوطني. وردا على الإجراءات التي باشرتها وزارة الداخلية الفرنسية على قيادات الاتحاد وجموع الطلبة الجزائريين المتواجدين على التراب الفرنسي، قرر الطلبة الجزائريون رفع التحدي في وجه الآلة الاستعمارية، فكان قرار الإضراب العام عن الدراسة.

ـــــــــــ((الإضراب العام للطلبة 19 ماي 1956 ))ــــــــــ

إن قرار الإضراب أثار دهشة وإعجاب الأوساط الثقافية في العالم. وبرهن أيضا على تضامن الطالب الجزائري الصادق مع الشعب الجزائري الذي كان يقاسي الأهوال. كما أظهر استعداد الطالب الجزائري دخول ميدان الكفاح المسلح. وبالفعل فإن الإضراب قد حقق الأهداف المرجوة منه التي أوضحها نداء الإضراب الذي أصدره الاتحاد. وخلال الإضراب، بدأت طلائع الطلبة تلتحق بالجبال. وقد استفادت الثورة استفادة كبرى من الكفاءات والتخصصات العلمية التي حملها الطلبة معهم بعد التحاقهم بها.

ـــــــــ ((النشاط الخارجي للاتحاد)) ــــــــــ

كانت أولى خطوات الطلبة الجزائريين تتمثل في كسب الاعتراف الدولي من خلال الحضور في كل الفعاليات العالمية لشرح قضية شعبهم، والدفاع عن مصالح الثورة وأهدافها؛ ومنها الندوة العالمية السادسة للطلاب في كولومبو والتي قبلت الاتحاد عضوا منتدبا فيها. كما افتك الاتحاد الاعتراف به وقبول عضويته في المنظمة العالمية الشرقية. ولم يكتف الاتحاد بهذا ، بل راح الاتحاد يكثف جهوده لدى الاتحاديات الطلابية العالمية في كل من: سويسرا، هولندا ، ألمانيا، إيطاليا، الصين ، أمريكا ، وفي العواصم العربية ، شارحا القضية الجزائرية في هذه الدول والعواصم وكسب تعاطفها ومساندتها .

-((حل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين((-

لم تقف الإدارة الاستعمارية الفرنسية مكتوفة الأيدي، أمام الانتصارات الساحقة التي بدأت تجني ثمارها القضية الجزائرية، من خلال التضامن والتأييد العالميين بفضل مجهودات الاتحاد. لم تتوان هذه الإدارة ومن خلالها وزارة الداخلية في إصدار قرار حل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في 28/1/1958. ولم تكتف بهذا، بل عملت على اعتقال الطلبة وإخضاعهم لعمليات الاستنطاق، وتسليط مختلف صنوف التعذيب، ثم رميهم في غياهب السجون الفرنسية. وحسب قرار وزارة الداخلية؛ فإن الاتحاد قد حاد عن أهدافه وراح يعمل على تنفيذ أوامر وتعليمات جبهة التحرير الوطني. وقد أثار قرار الحل هذا موجة من الاستنكار العالمي الواسع، وخاصة في الوسط الطلابي العالمي. وتجلى التضامن العالمي مع الاتحاد في ندوة لندن الاستثنائية في أبريل 1958، حضرها عدد كبير من المنظمات الوطنية والعالمية، وتقرر فيها إقامة أسبوعا تضامنيا مع الطلبة الجزائريين.

-((نداء الاتحاد العام للطلبة الجزائريين المسلمين للإضراب))-

بعد اغتيال أخينا زدور بن القاسم من طرف الشرطة الفرنسية، وبعد الفتك بأخينا الكبير الطبيب ابن زرجب ، وبعد المأساة التي أصابت أخانا الشاب الإبراهيمي التلميذ بالمعهد الثانوي ببجاية حيث أكلته النار حيا في قريته التي أحرقها الجيش الفرنسي أثناء عطلة عيد الفصح ، وبعد تنفيذ الإعدام بدون تحقيق ، ولا استنطاق ، ولا محاكمة ، على الأديب الجليل رضا حوحو الكاتب بمعهد ابن باديس بقسنطينة الذي كان في جماعة ممن أخذهم العدو كرهائن ، وبعد التعذيب البغيض والتنكيل الشنيع الذي قاساه الطبيب هدام بقسنطينة والطبيبان: بابا أحمد ، وطبال بتلمسان، وبعد إلقاء القبض على رفقائنا : عمارة ، ولونيس ، والصابر ، والتواتي، الذين انتزعوا وأنقذوا اليوم من سجون الإدارة الفرنسية، وبعد إلقاء القبض كذلك على الرفيقين : زروقي ، وماحي ، ونفي رفيقنا ميهي، وبعد الحملات الرامية إلى إدخال الرعب في قلوب أعضاء الاتحاد العام للطلبة الجزائريين المسلمين ، وبعد كل هذا فها نحن نرى الشرطة تختطف من بين أيدينا في ساعة الفجر أخانا فرحات حجاج الطالب في القسم التحضيري للدراسات الجامعية، والمرشد بالقسم الداخلي للمدرسة الثانوية بابن عكنون بالعاصمة الجزائرية، وقد عذبته وحبسته عشرة أيام (بمشاركة السلطة القضائية والإدارة العليا بالجزائر اللتين كانتا على علم بقضيته) إلى أن بلغنا، وأحشاؤنا تلتهب من الأسى، أن شرطة مدينة جيجل ذبحته ذبحا بمساعدة الحراسة الليلية.

ولنا أن نتساءل بعد تلك المناكر: -هل ذهبت أدراج الرياح تلك الإنذارات الصادرة من إضرابنا الرائع: يوم 20 يناير 1956؟.

وحقيقة الأمر أن المزيد من الشهادات الدراسية لا يؤدي بنا إلى تحسين الحالة الراهنة المتمثلة في جثث ذوينا المفتوك بهم فتكا ذريعا، ولماذا يا ترى تصلح تلك الشهادات التي مازالت تعرض علينا؟، بينما يناضل شعبنا نضال الأبطال وتنتهك حريات أمهاتنا وزوجاتنا، وإخواننا، ويتساقط أولادنا، وشيوخنا، تحت رصاص الرشاشات، ونيران القنابل، والكبريت المحرق، ونحن إطارات المستقبل فماذا، ومن يعرض علينا لنسيره؟لاشك الخرائب، وأكواما من الأجساد الهامدة المقطعة إربا إربا، كالتي بمدن قسنطينة، وتبسه، وسكيكدة، وتلمسان، وغيرها، من المراكز الأهلية التي صارت أسماؤها مسجلة في تاريخ البطولة ببلادنا.

وإننا لنشعر بأن وقوفنا موقف القاعد المتفرج أمام الحرب التي تجري معاركها تحت أعيننا، يجعلنا شركاء في المفتريات البذيئة الصادرة من الأفاكين الآثمين ضد جيشنا الوطني الباسل، كما نشعر كذلك بأن الهناء الزائف الذي ركنا إليه لم يعد يرضي ضمائرنا، ولذا فالواجب ينادينا إلى القيام بمهمات تفرضها الظروف علينا فرضا، وتتسم بسمة السمو والمجد.

فالواجب ينادينا إلى تحمل الآلام ليلا ونهارا بجانب من يكافحون ويموتون أحرارا تجاه العدو.

وعليه فإننا نقوم من الآن بالإضراب عن الدروس والامتحانات لأجل غير محدود.

فلنهجر مقاعد الجامعات ولنتوجه إلى الجبال والأغوار.

ولنلتحق كافة بجيش التحرير الوطني وبمنظمته السياسية جبهة التحرير الوطني أيها الطلبة والمثقفون الجزائريون، أنرتد على أعقابنا والحال أن العالم ينظر إلينا، والوطن ينادينا والبلاد تدعونا إلى حياة العز، والبطولة، والمجد ؟..

الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين

منقول للأمانة:  الموقع الإلكتروني مديرية الخدمات الجامعية الجزائر شرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شركاء التعاون

شركاء التعاون